الجمعة، 14 يناير 2011

لحظة تأمل


بتاريخ 27/09/2009 الساعة 11:56 am
Devon, PA, USA


مشيت في ممر طويل متعرج، تحيط به الأشجار والحشائش من كلتا الجهتين، اثناء تجوالي تنزل على وجههي حبات رذاذ ناعمة.
كان الجو ممطرا، لكنه مطر خفيف، معتدل البرودة، خفيف على النفس
كان الوقت صباحا، والكل نيام، ماأجمل الصباح مع الرذاذ المتساقط، جو خريفي يبهج النفس وينعشها، يبعث الروح فيها، فتنبعث الحياة.
وأنا أمشي، أغمضت عيني وأخذت أصغي إلى مجموعة عصافير صغيرة تغرد فوق شجيرات الصنوبر الصغيرة المحيطة بالممشى، أصغيت إليها وأخذت استمتع بذلك الهدوء الصباحي الذي لم أجد مثله من قبل، عشت اللحظة، سكون عجيب وهدوء نفسي ولحظة مع الذات، إنها لحظة تأمل ومراجعة، أحسست براحة قليلا، واكملت دربي، حتى جلست على حافة الرصيف عند نهاية الممشى.
اثناء جلوسي رأيت دودتي أرض تحاولان قطع الطريق، ورأيت دودة اخرى، ولكنها ليست بدودة أرض، لاأدري مانوعها، كانت تمشي على ظهرها، تعجبت من فعلها وأخذت اتساءل مع نفسي: لماذا هي تمشي هكذا؟!! ربما هي تصارع لكي تنقلب على بطنها، حاولت أن اقدم لها المساعدة وذلك بارجاعها إلى وضعها الطبيعي باستخدام خشبة صغيرة، وياللعجب!!!
كأن الوضع لم يعجبها ولم ترتح له، فانقلبت ثانية على ظهرها وأخذت تتلوى وتتحرك بحرية، قلبتها مرة أخرى على بطنها ولكنها انقلبت مرة اخرى على ظهرها، فتعجبت منها اكثر!!
 ماأعجبها من دودة!! فقلت في نفسي: سبحان الله الخالق، وله في خلقه شؤون، فتركتها  تمضي في شأنها ولم أزعجها مرة اخرى.
لحظة تأمل في خلق الله وحكمته من هذا الخلق تقودنا لكثير من الحقائق فتأخذنا العظة والعبرة.
تلك المخلوقة الصغيرة الضعيفة جبلت على المشي على ظهرها ورغم المعاناة وبالرغم من أنها تمتلك عدة أقدام، هل هي مجبرة على ذلك؟ هل لها الخيار؟ هل هي مسيرة أم مخيرة؟
قادتني هذه التساؤلات للنظر في حالنا نحن ابناء آدم، رغم اننا نملك العقل ومخيرون إلا أننا نفضل المشي بعكس ماخلقنا الله تعالى له، لسنا مجبرين ولا مسيرين، بل نحن مخيرون، ومهما حاولنا الإعتدال  والرجوع إلى الصراط المستقيم، إلا أننا لا نفتأ بالرجوع إلى تلك الطبيعة العوجاء فينا، فنشذ عن الدرب، ونحب دائما أن نخالف كل ماهو طبيعي، لماذا؟؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق