الاثنين، 6 ديسمبر 2010

اليك

كان يوما من أيام ما بعد الطفولة البريئة، تلك الأيام التي افتقدها وأحن اليها، كانت أيام جميلة، براءة الطفولة كانت ترتسم على وجوهنا عندما كنا نعدو ونلعب ونغير على مزارع الجيران وقت الظهيرة، بحثا عن اعشاش الطيور وسرقة ثمار المانجو.
آاه عليكي من أيام جميلة، افتقدتها كثيرا.
في ذلك اليوم، والذي كان أحد أيام الصيف الحارة، صحيت باكرا كعادتي، في بيت العائلة القديم، والذي يضم ثلاث عوائل، عائلتي وعائلة اثنان من أعمامي وابنائهم طبعا. لقد جئتم لزيارتنا في ذلك الصيف كعادتكم، كنا نفرح كثيرا بقدومكم، تكثر ألعابنا وضحكاتنا وغاراتنا، تكثر ليالي السمر تحت ضوء القمر.
 ماأجملها من أيام. في ذلك الصيف كبرت و بدأت أفهم معاني الحب.
في ذلك الصباح الباكر رأيتك تجلس هناك، أمام باب المجلس القديم، الفجر بدأت تظهر بشائره، مع تلك النسمات الصباحية الرطبة والمعطرة برائحة اشجار الليمون وطلع النخيل، بدأت الطيور تعزف سيموفنيتها الصباحية وتتجه الى أرزاقها.
 هناك رأيتك، لا أدري ماهو شعوري في تلك اللحظة، ولكن الذي أعرفه أنه عندما التقت نظراتنا، انتابني ذلك الشعور الغريب، شعور مختلط، نوع من الارتباك والخوف والخجل، لا أفهم كنهه.
في تلك اللحظة رأيتك منعزلا عن هذا العالم، لا تدري مايدور حولك، غارقا في أفكارك، و لا أدري فيما تفكر، أو فيما يسبح فكرك، رأيتك وأخذت أنظر إلى الهدوء الذي أنت فيه، وإلى ذلك الغموض الذي تلف نفسك به، أخذت اتسائل هل هو جزء من شخصيتك أم أن هناك أمرا ما يشغل بالك؟ لا أدري، احسست أن الزمن توقف للحظة، عم السكون والهدوء، لم أعد أشعر بالعالم حولي، فقط اعرف أنني أخذت أنظر اليك، فنسيت العالم من حولي. 
ولكن بحركة فجائية وغير مقصودة مني قطعت عليك خلوتك، ولفت انتباهك، نظرت إلي بتلك العينان الساحرتان و اللتان طالما أسرني غموضهما وشدني إلى عالمهما، ولطالما أردت أن أغوص في بحرهما، و أن أكشف ذلك الغموض الذي يلفهما، آاااه ولكم تمنيت أن أكون جزءا من ذلك العالم الغامض الذي تعيشه ولوحدك، لكم أردت أن اشاركك ذالك الطريق، يدي بيدك، نمضي للمستقبل معا ونتشارك الأحلام والأمنيات،،،
ولكن للأسف كانت أحلام فتاة مراهقة.
سرت في جسدي قشعريرة، لم أدري ماذا افعل في تلك اللحظة، ولكن ماأذكره أن ردة فعلي كانت الهرب بسرعة، نعم الهرب من عينيك، فهربت وأنا ارتجف، مرتبكة، قلبي يخفق بسرعة، وانفاسي تتسارع، ليس بسبب ركضي ولكن بسبب تلك المشاعر المختلطة والتي انتابتني في تلك اللحظة ، لا أدري ما أفعل أو ما أقول
بعدها تسائلت هل تركت فيك أثرا, أو ماهو انطباعك عني في تلك اللحظة,,,,,
وبالرغم من مرور تلك السنوات، حسبت أن ذلك الشعور سيزول وأنه ليس سوى مجرد ترهات فتاة مراهقة، ولكنه ظل في داخلي ولم يزل، ولا زلت إلى الآن تترك في داخلي نفس ذلك الشعور الغريب كلما رأيتك ، حتى بالرغم من أن كل منا اختار حياته ومضى في طريقه.
لا أدري هل هي مجرد أحلام و أماني؟ أم هو واقع فعلا؟ لا أدري ماهو شعورك تجاهي، هل أترك أثرا في داخلك مثلما تترك أنت في؟ 
لازلت بالنسبة لي ذلك الشخص الغامض المجنون الغريب والمليئ بالأسرار… وأنت تعجبني هكذا
لربما نحن متشابهان في نقاط كثيرة..
يوم ميلادنا واحد، بالرغم من انك تكبرني بسنتين أو ثلاث
ميولنا واحدة, قراءاتنا واحدة, أحب الشعر كما تحبه انت, نعمل في المجال نفسه
طفولتنا عشناها معا,,ذكرياتنا و أحلامنا متشابهه
لطالما كنت قدوتي في الطموح وتحقيق الاحلام
مشيت واخترت دربك
ومشيت أنا على أثرك واخترت نفس الدرب
كنت أرى فيك طموحي وأحلامي،،،، "ليتها ترجع بنا ذيك السنين"

عندما استمع الى أغنية عبد الكريم عبد القادر ” هبات النسيم”
أتذكر تلك الايام الجميلة، أيام من الطفولة والزمن الجميل

هبات النسيم
وش جابني..وش جابني
جابتني هبات النسيم…والذكرى والحي القديم
حلم الصغر.. وفليل..فعيون النهار
نركض نركض تحت في الجدار    
من كان يقول هالحلم يمضيه للزوال
هالحب يصبح يتيم ..يتيم 
وش جابني
جيت أدور عن بقايا وعن أثر
وليييل وعيون وسهر
وسكة بللها المطر
الله الله لي نسنس الغربي…فحزات الغروب
واطراف الجدايل …يداعبها الهبوب
آااااااه لو تحكي الدروب
من كان يقول هالحلم يمضيه للزوال
هالحب يصبح يتيم ..يتيم…وش جابني
في هالمكان ابتدا الحب اللي كان
في هالمكان كفي حضن كفك زمان
تذكر ولا نسااك الزمان..ولا نساك الزمان
ياما وسط عيني غفيت
وغطيت رمش العيون
خايف اصحيك وتفز.وخليت قلبي الحنون
لكني ابدا ابدا مادريت..ان الزمن له ألف لووون
من كان يقول هالحلم يمضيه للزوال
من كان يقول هالحلم يمضيه للزوال
هالحب يصبح يتيييم يتييم…وش جابني 


تم التحرير بتاريخ 17/04/2001 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق